إحياء روح الأكاديميا: مهمة إصلاح مجالس الحاكمية

{title}
أخبار الأردن -

د هاني الضمور

في زمن يتسارع فيه وتيرة التغييرات وتتزايد التحديات الجامعية، ظهرت حاجة ملحة لإعادة تقييم وإحياء دور مجالس الحاكمية في التعليم العالي، مثل مجالس  الأمناء ومجلس التعليم العالي، التي باتت، للأسف، تعكس صورة قد لا تليق بقدسية العلم ورسالته السامية. هذه المجالس، التي كان من المفترض أن تكون بمثابة الدرع الحامي والمرشد النوراني للجامعات، وجدت نفسها في خضم جدل لا ينتهي وأدوار تبدو أحيانًا شكلية أو ديكورية، بعيدًا عن التأثير الفعلي والملموس في رسم مستقبل التعليم العالي.

تغيير رؤساء الجامعات والتحولات الإدارية أصبحت تجري على خلفية من التجاذبات السياسية والمصالح الشخصية، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا لجودة التعليم والبحث العلمي. لقد آن الأوان لإنهاء هذا النهج الذي يضر بالمؤسسات التعليمية ويعرقل طريقها نحو التطور والابتكار.

المطلوب اليوم ليس مجرد تغيير وجوه أو تحديث ألقاب، بل إعادة هيكلة جذرية تعيد لمجالس الحاكمية دورها الريادي في الإشراف والمراقبة، وتضمن توجيه السياسات العامة والإدارة المالية بطريقة تخدم الارتقاء بالمستوى التعليمي والبحثي. لن يتحقق ذلك إلا بتبني آليات اختيار تقوم على الشفافية والكفاءة، وتضع في مقدمة أولوياتها مصلحة الطلاب والمجتمع الأكاديمي.

يجب أن تكون مجالس الحاكمية مرايا تعكس التزام الجامعات بالمعايير الدولية للحوكمة الرشيدة، وأن تكون بمثابة منارات تضيء طريق التطوير والابتكار في التعليم العالي. يتطلب الأمر تعزيز استقلالية هذه المجالس وتمكينها من أداء دورها بفعالية، بعيدًا عن أية تأثيرات خارجية قد تشوه صورة العلم وتبعده عن مهمته الأساسية.

في ظل التحديات الراهنة، تبرز الحاجة الماسة إلى تجديد النظام الأكاديمي وإصلاح مجالس الحاكمية، لضمان مستقبل مشرق للتعليم العالي يسوده الاستقرار، الابتكار، والتميز. فلنكن على قدر المسؤولية، متحدين من أجل إحياء روح الأكاديميا وضمان مستقبلها الزاهر.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير